الأربعاء، 1 مايو 2013

معنى التاريخ ..




معنى التاريخ
&&&&&&&&&&

سوف نتحدث عن معنى التاريخ و نميز بين معانيه اللغوية و بين معانيه الإصطلاحية :



المعاني اللغوية :
هناك عدة معاني لكلمة تاريخ , فتاريخ الشيء يعني غايته التي ينتهي إليها , فيقال : فلان تاريخ قومه في الجود , أي غاية ما وصل إليه جودهم , و تاريخ الشيء يعني وقته الذي انتهى إليه
و كلمة تاريخ مصدر عن ( أرخ ) بلغة قيس أو ( ورخ ) بلغة تميم .و يقال أن كلمة تاريخ مشتقة من (يارخ ) العبرية , بمعنى القمر . أو ( يرخ ) بمعنى الشهر .
و استناداً إلى هذا القول يكون معنى تاريخ تحديد الشهر أي التوقيت .
و يستبعد فرانتز روزنتال الأصل العبري لكلمة تاريخ , لعدم إمكان الإشتقاق بسبب وجود حرف الياء في الأصل العبري .
و هناك من يرجع كلمة تاريخ إلى اللفظ الأكدي ( أرخو ) . أو أنها تعريب للكلمة الفارسية ( ماه روز )و معناها حساب الشهور و الأيام , أو التوقيت بحسب القمر , أو تعيين بدء الشهر القمري .
و هناك رأي يذهب إلى القول بأن كلمة تاريخ ذات أصل يمني ..
أما لفظ تاريخ باللغات الأوروبية , و هو Historia باللغة اللاتينية , أو History باللغة الإنجليزية , أو Storia باللغة الإيطالية ... إلخ فأصلها جميعاً يوناني , بمعنى الرؤية و المعرفة , أو الوقوف على الشيء أو شاهد العيان , و ما يضفيه هذا الشاهد من معرفة إلى تجربته الخاصة ..
المعاني الإصطلاحية :
هو علم يبحث في الوقائع و الحوادث الماضية . فهو كما يقول ابن خلدون " خبر عن الاجتماع الإنساني , الذي هو عمران العالم و ما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال , مثل التوحش و التأنس و العصبيات و أصناف التغلبات للبشر , بعضهم على بعض , و ما ينشأ عن ذلك من الملك و الدول و رماتبها و ما ينتحله البشر بأعمالهم و مساعيهم من الكسب و المعاش و العلوم و الصنائع و سائر ما يحدث في ذلك العمران من الأحوال "

و هو عند فرانسو بيكون(F. Bacon ( 1561 – 1626 ) " العلم بالأمور الجزئية , لا بالأمور العامة " و قد صنف بيكون العلوم وفقاً للقوى النفسية المدركة , فالذاكرة هي القوة اللازمة للتاريخ و المتخيلة هي القوة اللازمة للشعر و العقل هو القوة اللازمة للفلسفة .

و التاريخ هو ضد الشعر , لأن موضوع الشعر وهمي و موضوع التاريخ واقعي .
كما أن التاريخ ضد الفلسفة , لأن موضوع الفلسفة كلي و موضوع التاريخ جزئي .

و قد استقر معنى التاريخ اليوم على العلم بالوقائع و الحوادث الماضية و يتضمن هذا المعنى , عند التدقيق معنيين متمايزين , يخلط الذهن عادة بينهما و تستوي في هذا الخلط اللغة العربية و اللغات الأوروبية .

فالمعنى الأول هو الأحداث و الوقائع الماضية . و المعنى الثاني هو العلم بهذه الأحداث و الوقائع أي الإشتغال بالكشف عنها و ترتيبها و تدوينها . و هو ما يقوم به المؤرخ و ما يضطلع بع علم التاريخ .

فلفظ التاريخ يعني مرة علم التاريخ , و مرة موضوع هذا العلم , أي الأحداث و الوقائع الماضية . و ينتقل الذهن عادة بين المعنيين دون إنتباه إلى الفرق بينهما . و حتى يتجلى الفرق , فإن بعض الكتاب يلجأون في اللغات الأوربية , كالإنجليزية و الفرنسية مثلاً , إلى كتابة الحرف الأول من لفظ Historie بصورته المكبره ( H ) للدلالة على أحداث الماضي . و بصورته المصغرة ( h ) للدلالة على العلم , أي علم التاريخ . كما يستعمل بعض الألمان لفظ Geschichte للدلالة على المعنى الأول , أي أحداث الماضي . و لفظ Historie للدلالة على المعنى الثاني , أي علم التاريخ . و قد قلد بعض الكتاب العرب محاولة التمييز هذه , فأخذوا يكتبون كلمة ( تاريخ ) بدون همزة للدلالة على أحداث الماضي و وقائعه . و بهمزة ( تأريخ ) للدلالة على دراسة الماضي و تدوينة أي علم التاريخ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق